وليد عبد الجليل يكتب - نفوس حائرة
كل منا يحمل بين طياته طفلا سئم الحياة أو سئمته الحياة، لفظ أحلامه أو لفظته الأحلام ،حائر بين ما كان و ما تمنى أن يكون و ما أصبح عليه.
كسفينة ضلت الطريق تتقاذفها أمواج الحياة و رياح الصدف تبحث عن شاطئ أحلامها المزعوم .
فيعيش يبحث عن طريق لم يسلكه من قبل لعله يجد فيه ضالته المنشودة هاربا من طريق أوشك على نهايته و لم يصادف به ما تمنى .
ما أقبح ذلك السراب يحسبه الظمآن ماءً و ما أسوأ تلك الأوهام يحسبها الإنسان أمانيه الضائعة.
فلا الحلم متاح فيرجوه ولا الواقع مشرق فيحياه.
هكذا حال الكثيرين منا في تلك الحياة حائرون كإخوة يوسف ألقوه في غيابات الجب و جاءوا أباهم عشاء كذبا يبكون .
أو كالذئب برئ من دم ابن يعقوب و ليس بريئاً من دم سواه.
لسنا ملائكة ظلمتنا الحياة و لسنا وحوشاً أفسدوا مدينتهم الفاضلة و لكننا بشر.
فلا تسرف في أحلامك فتتحطم سفينتها على صخرة الأيام.
ولا ترفض واقعك و تلعن الظروف فتعيش مغتربا ميتا على قيد الحياة.
ارض بما قسمه الله ولا تتعلق بسواه فيضل مسعاك.